حكم من أفطر بالخطأ

 

 

ورد إلى لجنة الفتوى السؤال التالي: سمعت الأذان من الإذاعة فأفطرت مباشرة ؛ اعتمادا على أن الأذاعة تتحرى الدقة في مواعيد الأذان ، ثم تبينت أن الأذان وقع قبل الموعد الصحيح بخمس دقائق، فهل صومي صحيح؟

#لجنة_الفتوى_الرئيسة مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فقد جرت العادة بمتابعة الإذاعة في مواقيت الصلاة عموما وفي آذان المغرب والفجر خصوصا؛ لما اعتاده الناس من تحرِّي الإذاعة للدقة في متابعة مواقيت الصلاة، فصارت الإذاعة بمثابة الإمام الذي يتابعه الناس في تحديد مواقيت الصلاة، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين » ، قال ابن الرفعة : ” ووصف المؤذن بالأمانة؛ للاعتماد عليه في المواقيت” ، فالناس مطالبون شرعا بمتابعة المؤذن، وحيث أخطأت الإذاعة في هذا العام فأذيع أذان المغرب من يوم عرفة قبل موعده بخمس دقائق تقريبا فتبين لجنة الفتوى بالأزهر حكم الصوم في هذا اليوم.
اتفق الفقهاء على أن صوم يوم عرفة سنة، وثبت في الحديث أن صيامه يُكفِّر سنتين.
اختلف الفقهاء في صحة الصوم من أفطر قبل موعد غروب الشمس لعذر – والعذر هنا تقليد الإذاعة- فذهب داود الظاهري والحسن وعطاء إلى صحة الصوم ، وهو ما نختاره للأدلة التالية :
قال تعالى : {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الأحزاب: 5].
وعن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه»
وعن عمر بن الخطاب: أنه أفطر يوما في رمضان في يوم ذي غيم ورأى أنه قد أمسى وقد غربت الشمس، ثم جاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين قد طلعت الشمس، فقال عمر: الخطب يسير وقد اجتهدنا.
وبناء على ما سبق: فإن صوم عرفة صحيح بإذن الله تعالى؛ لأن الناس قد قلدوا الإذاعة والمعهود عنها التحري والدقة في مراعاة المواقيت، ويعد هذا الخطأ نادرا ، والنادر في حكم المعدوم.




close