لمن حرمت من صيام عرفة أبشري !

 

 

نبغي للمسلم في هذه الأيام أن يجتهد في العبادة من صلاة وقراءة للقرآن، وذكر لله تعالى، واستغفار، وصلة رحم، وغيرها.
وأوكد هذه الأعمال الصيام فيها لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومها، ففي سنن أبي داود وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة…

وفي مسند أحمد عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل: أريت صيام عرفة ؟ قال: احتسب عند الله أن يكفر السنة الماضية والباقية.

 

يوم عرفة .. هذا اليوم العظيم الذي أقسم الله به في القرآن، يوم إجابة الدعاء، وتكفير الذنوب، يوم العمل الصالح فيه أحب إلى الله.

هذا اليوم الذي ينتظره من لم يمن الله عليهم بنعمة الذهاب إلى الحج والوقوف بعرفة، ينتظرونه ويحاولون أن يكونوا من قوافل الصائمين لعل الله يقبلهم ويعفو عنهم في هذا اليوم العظيم.

قد تحُرم من صيام يوم عرفة بعض السيدات سواء نتيجة مرض ما أو بسبب عذر شرعي كالحيض أو النفاس، وتحزن لأنها لم تستطع أن تكون من الصائمات في يوم عرفة..

فأقول لها .. أبشري !

نسأل الله تعالى لك التوفيق لكل خير ونهنئك على الحرص على طاعة الله تعالى، ونقول: ما دمت حريصة على صيام يوم عرفة وطرأ عليك عذر مانع من الصيام كالحيض مثلا فلك الأجر والمثوبة على هذه النية الطيبة، وأنت بمثابة من صام الصيام المذكور

– (إنما الأعمال بالنيات).. فإذا كانت نيتك صادقة للمولى – عز وجل – وأن صيام يوم عرفة كان هدفا لك، فبمشيئة الله سيجازيكي الله خيرا على نيتك..

– الرضا بما كتبه الله على العبد له أجر وثواب عظيم، فأبشر وارض بما كتبه – سبحانه وتعالى – عليك.

– اشغل يومك بالطاعات، فليس الصيام هو الطاعة الوحيدة التي يستحب القيام بها في يوم عرفة.

– جدد نيتك قبل أي عمل تقومين به.

 

– اجعل في يومك نصيبا من الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والدعاء، واكثر من الدعاء في هذا اليوم.

– عند إعدادك للطعام، تذكر أنك تعدينه لأهل بيتك الصائمين، وبمشيئة الله سيجازيكي الله أجر إطعام هؤلاء الصائمين.

– الصدقة لها ثواب وأجر عظيم عند الله.

– الدعاء بظهر الغيب للغير.

– وغيرها من الطاعات التي تقربك من المولى – عز وجل – تستطعين أن تقومين بها للفوز بيوم عرفة..

وقد نص أهل العلم على أن من نوى عملاً وبذل ما يقدر عليه ثم حال بينه وبين إتمامه عذر أن له ثواب العمل كاملاً، واستدلوا على ذلك بما ورد من أحاديث، ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في غزوة تبوك: إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، قالوا: وهم بالمدينة؟!! قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر. فهؤلاء الرجال كانوا قاصدين للجهاد في سبيل الله، راغبين فيه، لكن عجزوا فصاروا بمنزلة المجاهد.

 

ومما يدل على ذلك أيضاً، قوله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً. متفق عليه. فالمسلم إذا كان يعمل عملاً صالحاً لم يتركه إلا لمرض أو سفر حال بينه وبين إتيانه بهذا العمل، يكتب له من الثواب ما كان يكتب له في حال الصحة والإقامة، لأجل نيته له وعجزه عنه بالعذر، قال شيخ الإسلام: وهذه قاعدة الشريعة أن من كان عازماً على الفعل عزماً جازماً وفعل ما يقدر عليه منه كان بمنزلة الفاعل، كما جاء في السنن في من تطهر في بيته ثم ذهب إلى المسجد فوجد الصلاة قد فاتت أنه يكتب له أجر صلاة الجماعة.

رزقنا الله وإياكم حج بيته..




close