أين تذهب كسوة الكعبة القديمة؟

 

تبدأ مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة، يوم 9 ذي الحجة على يد 160 فنياً وصانعاً، وفقا لعادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام.

ويترقب الناس عادةً مراسم إنزال الكسوة القديمة، واستبدالها بثوب جديد، في الوقت الذي يكون فيه الحجاج أنهوا توافدهم لصعيد جبل عرفات بمكة، ليتوجهوا بعدها إلى المسجد الحرام من أجل الطواف ومشاهدة مراسم تغيير الكسوة.

وبعدها يتم إعادة الثوب القديم إلى مستودع تصنيع الكسوة، قبل أن يتم تسليمه للحكومة السعودية، التي تتولى عملية تقسميه لقطع صغيرة وفق معايير معينة، وتقدمها كهدايا لكبار الشخصيات من الضيوف والمسؤولين، إضافة إلى المؤسسات الدينية والهيئات العالمية والسفارات السعودية بالخارج.

فيما شرح وكيل شؤون المسجد الحرام، أحمد المنصوري، تفاصيل تغيير الكسوة: «سيتم إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة، والمكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث يتم رفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة، إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيداً لفردها على الجنب القديم، ويتم تثبيت الجنب من أعلى بربطها وإسقاط الطرف الآخر من الجنب بعد أن يتم حلّ حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة، بعدها يسقط الجنب القديم من أسفل ويبقى الجنب الجديد، وتتكرر العملية أربع مرات لكل جانب إلى أن يكتمل الثوب».

وأضاف: «وبعدها يتم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته، وتبدأ هذه العملية أولاً من جهة الحطيم، لوجود الميزاب الذي له فتحة خاصة به بأعلى الثوب، وبعد أن يتم تثبيت كل الجوانب تثبت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله، وبعد الانتهاء من ذلك يتم وضع الستارة التي تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل، بعمل فتحة تقدر بمساحة الستارة في القماش الأسود التي تقدر بنحو 3.30 متر عرضًا حتى نهاية الثوب، ومن ثم يتم عمل ثلاث فتحات في القماش الأسود لتثبيت الستارة من تحت القماش، وأخيراً يتم تثبيت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب».

وأشار إلى أنه يعمل في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة قرابة 200 صانع وإداري، وجميعهم من المواطنين السعوديين المدربين والمؤهلين والمتخصصين، ويضم أكبر ماكينة خياطة في العالم من ناحية الطول، حيث يبلغ طولها 16 مترا وتعمل بنظام الحاسب الآلي، موضحًا أن «الكسوة تستهلك نحو 670 كيلوغراماً من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المجمع باللون الأسود و120 كيلوغراماً من أسلاك الذهب و100 من أسلاك الفضة».

وأضاف المنصوري: «تتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد)»، لافتاً إلى أن «عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، و6 قطع و12 قنديلاً أسفل الحزام و4 صمديات توضع في أركان الكعبة، و5 قناديل أعلى الحجر الأسود، إضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة».




close