لماذا أمرنا النبي بألبان البقر ؟

 

 

لطالما ارتبط تناول حليب الأبقار بالصحة الجيدة والمناعة المتينة، مما جعله من أكثر المشروبات استهلاكاً، فماذا تعرف عن فوائده؟

 

نتحدث أولا عن هذا الحديث النبوي الشريف الذى رواه عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال : عليكم بألْبانِ البقَرِ ، فإنَّها دَواءٌ ، و أسمانِها فإنَّها شفاءٌ ‍ وإيَّاكمْ ولُحومَها ، فإنَّ لُحومَها داءٌ .. صحيح الجامع -4061
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “عليكُمْ بأَلْبانِ البَقَرِ”، أي: الْزَموها بكَثْرَةِ شُرْبِها كنَوْعٍ من أنْواعِ العِلاجِ؛ “فإنَّها دَواءٌ” من الأمْراضِ، وفي رِوايَةِ أَحْمَدَ من حَديثِ طارقِ بنِ شِهابٍ: “فإنَّها تَرُمُّ مِن كُلِّ الشَّجَرِ”، أي لا تُبْقي شَجرًا ولا نَباتًا إلَّا اعْتَلَفَتْ منه؛ فيَكونُ لَبَنُها مُركَّبًا من قُوى أشْجارٍ مُختلِفَةٍ، ونَباتاتٍ مُتنوِّعَةٍ، فتَنفَعُ في مُختلِفِ الأدْواءِ، إذْ قد يُصادِفُ الداءُ دَواءَه.
وقوله: “وأَسْمانَها”، أي: والْزَموا سَمْنَها وشُحومَها المُسْتخلَصَةَ من أَلْبانِها؛ “فإنَّها شِفاءٌ”، أي: فيها شِفاءٌ من الأمْراضِ، لأنَّ السَّمْنَ واللَّبَنَ حادِثٌ عن أخْلاطِ الشَّجَرِ. “وإيَّاكُم ولُحومَها”، أي: احْذَروا من كَثْرةِ أَكْلِ لُحومِها؛ “فإنَّ لُحومَها داءٌ” قيل: فيها مَرَضٌ لمن أَدْمَنَها؛ لأنَّه عَسِرُ الانْهِضامِ، بَطيءُ الانْحِدارِ، يُولِّدُ دمًا سَوْداويًّا. وقيل: إنَّ هذا قاصِرٌ على بَقَرِ الحِجازِ ليُبوسَةِ لَحْمِه المُترتِّبَةِ من يُبْسِ أرْضِ الحِجازِ ، وليس هذا منطبقاً على جميع البلدان .
ويُعد حليب الأبقار من العناصر الرئيسة التي يستهلكها البشر عادةً بشكلٍ يومي، ويحتوي الحليب على قيمة غذائيّة مرتفعة، تجعل منه سائِلًا مطلوبًا في جميع أنحاء العالم، حيث يسهم حليب الأبقار في بناء أسنان وعظام قويّة، كما يُساعد في حماية القلب والقضاء على الالتهاب وتعزيز النمو، ويحتوي على نسبة مرتفعة من البروتينات والفيتامينات مثل فيتامين B و D، كما يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة والمعادن، والتي تؤثر على طبيعة الجسم، وتُحفزه بطرقٍ عديدة، ومع وجود هذه العناصر الغذائيّة لحليب البقر، فإنّه من الصعب ألا يتم جعله جزءًا أساسيًا من الحياة اليوميّة .




close