أصل حكاية النعش طار أثناء الجنازة

 

 

أقوال وقصص وروايات يحكيها الأجداد للأحفاد عما يحدث أثناء تشييع الجنائز أشهر هذه القصص “طير النعش”.
أسر كثيرة ومن مناطق مختلفة يتداولن هذه القصص لأصدقاء فما حقيقة الحكاية..؟

بداية ما المقصود بطير النعش أو طيران النعش يقصدون به أن يسير النعش وحده ويشق صفوف المشيعين ليقف في مكان معين كأنه اختار الميت هذا المكان لا غير ليدفن فيه.
وبالعض يقصد بها سرعة جريانه كأنه هو من يدفع الناس دفعا للدفن بشكل لافت وغير معهود.
وحول هذين المعنيين تنسج قصص وحكايات وأساطير تصدى لها العلماء قديما وحديثا بعدما بينوا إلى أي مدى يمكن أن نقبل ما يقال وما حدود الصحة فيه.
وعلى المعنى الأول وهو الأكثر شيوعًا فند العلماء مزاعم المروجين لهذا الأمر وبينوا انه لا يحدث وإن وقع في بعض الأحوال الفردية فهو من الشيطان يقول ابن باز في تأويله لهذا الأمر: “إن صح هذا الخبر فالظاهر والله أعلم أن هذا من عمل الشياطين الجن للتلبيس على الناس, أو إيهام أن هذا الرجل ولي من أولياء الله حتى يعبده الجهال من دون الله وحتى يعكفوا على قبره ويبنوا عليه المسجد ونحو ذلك, هذا هو الذي يظهر من حال هذا النعش الذي يدور وحده.
فالظاهر أنه يحمله شياطين والشياطين يروننا ولا نراهم كما قال سبحانه: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ فقد يحملون الشخص من بلد إلى بلد, ومن إقليم إلى أقليم, وقد يقفون في عرفات يلعبون بالناس ويوهمونهم الكرامة وهم أعداء الله.
فلا ينبغي أن يغتر بهذا أبداً بل هذا من عمل الشياطين, وعمل فسقة الجن, للإيهام والتبليس, وقد يقصدون بهذا أن يوهموا الجهال أن صاحب النعش ولي من أولياء الله يعبد من دون الله ويدعى من دون الله كما يظنه الجهلة كما فعلوا مع البدوي ومع غير البدوي, وكما فعل الجهلة مع الحسين من أنه ابن بنت رسول الله ﷺ, وكما فعلوا مع الشيخ عبد القادر وغيره فعبدوهم من دون الله بزعم أنهم أولياء, وهذا من الجهل العظيم فإن العبادة حق الله وحده لا يجوز أبداً أن يعبد معه سواه لا مع الأنبياء ولا مع غير الأنبياء, فالعبادة حقه- سبحانه-: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ويقول- سبحانه-: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء.
على أن هناك من اعترف من الأشخاص بان يحمل الميت ويسرعون به الخطى ليقوم المشيعون بالتكبير ولا يدري أحد ما حقيقة الأمر ثم يقفون في مكان معين متفق عليه مع أهل الميت الذين يريدون أن يوصف أحدهم بالولاية والكرامات ويبنون ضريحا يتكسبون من ورائه ماديًا ومعنويًا.
أما المعنى الثاني والذي يعنيه البعض من طير النعش وهو أن تسير الجنازة مسرعة فهذا مقبول عقلا وشرعا، لكن ليس بالدرجة التي يروج لها البعض، فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق” وفي شرح الحديث بأنه لا مانع أن يرد الله الروح إلى الجسد في تلك الحال ليكون ذلك زيادة في بشرى المؤمن وبؤس الكافر.
وهذا لا يمكن أن ننسى الرد على ما يقال من ارتباط طير النعش بكون هذا الميت وليا وأنه صاحب كرامة وغير ذلك ..نقول لهؤلاء ليس أكرم على الله سبحانه وتعالى من الأنبياء والرسل والصحابة ولم يرد أنه قد طار نعشه، وهم أولياء الله حقيقة لا ادعاء.




close