بين يديك كنز من كنوز الجنة تغفل عنه.. فما هو؟

من حديث : يا عبدالله بن قيس، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة

 

يقول النبيُّ صل الله عليه وسلم لأبي موسى: ألا أدلُّك على كنزٍ من كنوز الجنة؟ لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، متَّفقٌ على صحَّته، زاد النَّسائي: لا ملجأ من الله إلا إليه.

هذه كلمة عظيمة، ينبغي الإكثار منها: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول يعني: لا حول لي على شيءٍ، ولا قوةَ لي على شيءٍ إلا بالله، العبد عاجز مسكين، ليس له حول ولا قوة في أكله وشربه وصلاته وصومه وجميع شؤونه، ليس له حول ولا قوة إلا بالله، إن الله قوَّاه وإلا تعطّل، فالمؤمن يقول هذا مُتجردًا من الحول والقوة ….. أن ربه هو الذي يملك هذا كله سبحانه وتعالى، لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا زاد: “ولا ملجأ من الله إلا إليه” حسن أيضًا.

 

يقول ﷺ: الدعاء هو العبادة، قال الله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ۝ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا [الأعراف:55- 56]، ويقول جلَّ وعلا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، فالدعاء عبادة عظيمة ينبغي الإكثار منها.

ويقول ﷺ: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُردّ، كذلك بين الأذان والإقامة ينبغي الإكثار منه، بين الأذان والإقامة، في آخر الليل، بعد دخول الخطيب يوم الجمعة، في حال السجود، وبين الخطبتين، وفي حال قراءة التَّحيات قبل السلام، فينبغي تحري الأوقات التي فيها خير، فهذه أوقات يُرجى فيها الإجابة: آخر الليل حين يبقى الثلث الآخر، كذلك جوف الليل، وهكذا آخر الصلاة قبل أن يُسلم، وهكذا السّجود، والدعاء في السجود تُرجى إجابته؛ لقوله ﷺ: أقرب ما يكون العبدُ من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدّعاء، وهكذا بين الأذان والإقامة، وعند جلوس الخطيب يوم الجمعة على المنبر إلى أن تُقضى الصلاة، وآخر ساعة من يوم الجمعة بعد العصر، لمن جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاةٍ.

 

فالمؤمن في حاجةٍ إلى إكثاره من الدّعاء، وإذا تحرَّى أوقات الإجابة كان ذلك أفضل، وهو الذي يقول سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، فهو يُحب من عباده أن يدعوه ويضرعوا إليه جلَّ وعلا، فينبغي الإكثار من ذلك، مع حُسن الظن بالله، ورجاء الإجابة.

وفَّق الله الجميع.
الشيخ إبن باز




close