شهادة جاسوس الروم عن جيش المسلمين

 

 

قبل إحدى المعارك التي خاضها المسلمون مع الروم أرسل قائد الروم جاسوسا لمعرفة ما الذي يدور في جيش المسلمين .. فكيف كانت شهادة جاسوس الروم عن جيش المسلمين

قبل إحدى المعارك التي خاضها المسلمون مع الروم أرسل قائد جيش الروم أحد الجواسيس العرب الموالين لهم إلى الجيش الإسلامي، اسمه ابن هزارز، وقد أسلم بعد ذلك، فدخل ولم يعرفه أحد، وقد وصاه قائد الروم أن يأتيه بخبر القوم، فمكث يومًا بليلة، ثم عاد إليهم فقال: والله إني وجدتهم، رهبانًا بالليل، فرسانًا بالنهار، لو سرق ابن ملكهم قطعوا يده، ولو زنى رُجِم، لإقامة الحق فيهم.

فهذه الصفات التي كانت في الجيش الإسلامي، هي مفتاح النصر الذي جعلتهم ينتصرون على أعتى قوة في العالم وهي قوة الروم، تلك الصفات: أنهم رهبان بالليل، يذكرون الله ليلاً، ويقفون بين يدي الله، يبكون، ويصلون، والناس نيام، وكأنهم انقطعوا لعبادة الله، سمْتهم ليس مثل الناس العاديين، الذين يقضون أيامهم كما تكون، وإنما كالراهب الذي انقطع عن الحياة تمامًا، ومكث في محرابه، يتعبد الله، وهذه صفة كانت لازمة لكل معسكرات الجهاد الإسلامي، في فارس والروم، وفي كل مكان.

فإذا أتى النهار كانوا فرسانًا ذوي نشاط وهمة، وتدريبات على القتال كبيرة، ومهارة في الأداء، والأخذ بكل أسباب النصر، فهم متوكلون على الله بالعبادة، ويعدون العدة بالنهار، ثم إنهم يتسمون بالعدل المطلق، وكما جاء في صحيح البخاري من حديث السيدة عائشة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِم الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِم الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ..

وعندما سمع القائد الرومي ذلك من الجاسوس قال: لئن كنتَ صدقتَني، فَلَبَطْن الأرض خيرٌ من لقاء هؤلاء على ظهرها، ولوددتُ أن حظِّي من الله أن يخلِّي بيني وبينهم، فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم عليَّ.

قصة الإسلام




close