السؤال : ما سبب وجود كلب مع أصحاب الكهف ونحن نعرف أنّ الكلب نجس ؟ وما الحكمة من جلوس الكلب بالباب وعدم دخوله معهم ؟
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أولًا :
أما أصحاب الكهف، فهم فتية وفقهم الله، وألهمهم الإيمان، وعرفوا ربهم، وأنكروا ما عليه قومهم من عبادة الأوثان، وقاموا بين أظهرهم معلنين فيما بينهم عقيدتهم .
ثانيًا :
ذكر كثير من العلماء أن هذا كلب الذي كان مع أصحاب الكهف، إنما كان ” معهم للصيد .
قال عبيد بن عمير: ” كان ذلك كلب صيدهم “.
قال “ابن كثير رحمه الله” : ” ربض كلبهم على الباب كما جرت به عادة الكلاب.
قال ابن جريج يحرس عليهم الباب. وهذا من سجيته وطبيعته، حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم، وكان جلوسه خارج الباب؛ لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب -كما ورد في الصحيح – ولا صورة ولا جنب ولا كافر، كما ورد به الحديث الحسن.
وشملت كلبَهم بركتُهم، فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال. وهذا فائدة صحبة الأخيار؛ فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن.
فحاصل أقوال العلماء ، أن هذا كلب حقيقة ، وأنهم اتخذوه لحراستهم ، وهذا جائز في شريعتنا ، وهذا لا علاقة له بنجاسة الكلب.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ” وكذلك ما يتعلق بكلب أهل الكهف، هذا لا يدل على جواز اقتناء الكلاب، فلعلهم اقتنوه لصيد، أو لماشية عندهم، والأغلب أنهم اقتنوه للصيد، يصيدون به ما يتقوتون به، فلا حرج في ذلك إذا حبسوا عندهم الكلب، وربوه وعلموه، حتى يصيدوا به، أو حتى يحمي المزرعة، أو الماشية ، لا بأس بهذا كما تقدم ، ولا يحمل على أنهم اقتنوه للعب ، أو لحاجات أخرى.
يحمل على محمل حسن؛ لأنهم أهل خير، وأهل استقامة، وأهل طاعة.
ثم هذا شرع لمن قبلنا، ليس شرعا لنا؛ هؤلاء قبلنا؛ قبل بعث محمد عليه الصلاة والسلام، فلو قدر أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الكلاب، لكان وجود كلبهم عندهم لا يكون شرعا لنا.
لكن ما دام شرعنا أجاز الكلب للماشية والصيد والزراعة، فنحمل كلبهم على أنه كان عندهم لواحدة من هذه الأشياء، والله ولي التوفيق “، انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (5/ 383 – 384).
أما عدم دخول الكلب معهم فى الكهب فقد أخبر الله تعالى عن كلب أصحاب الكهف بقوله :وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ .
والوصيد هو الفناء أو الباب, فدل على أن الكلب لم يدخل معهم إلى كهفهم , وقد أبدى بعض العلماء في ذلك حكمة وهي ما ذكر من أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب.
يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله : وقوله: { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ } [الكهف: 18] ويبدو أنهم كانوا من الرعاة، فتبعهم كلبهم وجلس مَادّاً ذراعيْه بفناء الكهف أو على بابه .
والله أعلم.
المصادر :
تفسير الشعراوى
فتاوى نور على الدرب
الإسلام سؤال وجواب
إسلام ويب