يأجوج ومأجوج

 

 

!!! ياجوج وماجوج | واين هم ومتى سيخرجون وما سيفعلونة فى البشر والارض
نذكر هنا شيئاً من أخبار يأجوج ومأجوج لورودهما في قصة «ذي القرنين» تتمة للفائدة.

قال ابن كثير: إن يأجوج ومأجوج من سلالة آدم عليه السلام كما ثبت في الصحيحين: «إن الله تعالى يقول: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: ابعث بعث النار، فيقول: وما بعث النار؟، فيقول: من كل إلفٍ تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة، فحينئذ يشيب الصغير، وتضع كل ذات حملٍ حملها، فيقال: إن فيكم أمتين، ما كانتا في شيء إلا كثَّرتاه: يأجوج ومأجوج».

وقد حكي النووي –رحمه الله- في شرح مسلم عن بعض الناس: أن يأجوج ومأجوج خلقوا من مَنيٍّ خرج من آدم فاختلط بالتراب فخلقوا من ذلك فعلى ذلك يكونون مخلوقين من آدم وليسوا من حواء، وهذا القول غريب جداً لا دليل عليه لا من عقل ولا نقل، ولا يجوز الاعتماد على ما يحكيه أهل الكتاب لما عندهم من الأحاديث المفتعلة.

وفي مسند الإمام أحمد عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ولد نوح ثلاثة: سام أبو العرب، وحام أبو السودان، ويافث أبو الترك»، فقال بعض العلماء: هؤلاء من نسل يافث أبى الترك، وقالوا: إنما سموا هؤلاء تركاً لأنهم تركوا من وراء السد من هذه الجهة وإلا فهم أقرباء أولئك، ولكن كان في أولئك بغي وفساد وجراءة.
وقد ذكر ابن جرير ها هنا عن وهب بن منبه أثراً طويلاً عجيباً في سير ذي القرنين وبنائه السد، وكيفية ما جرى له، وفيه طول وغرابة ونكارة في أشكالهم وصفاتهم وطولهم وقصر بعضهم وآذانهم.

وروى ابن أبى حاتم أحاديث غريبة في ذلك لا تصح أسانيدها، والله أعلم أ.ه
وسيخرج يأجوج ومأجوج آخر الزمان في زمن عيسى بن مريم عليه السلام فيتحصن منهم هو ومن معه بجبل الطور، فيرغب إلى الله عز وجل، فيرسل الله عليهم نغفاً في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، فيهبط عيسى وأصحابه، فلا يجدون في الأرض بيتاً إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل عليهم طيراً كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، هذا رواه أحمد في مسنده عن النواس بن سمعان في حديث طويل.

وروى أحمد في مسنده أيضاً عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُفتح يأجوج ومأجوج، فيخرجون كما قال الله عز وجل: ﴿مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ﴾، فيغشونَ الناس، وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم، ويشربون مياه الأرض حتى إن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يَبَساً، حتى إن مَنْ بعدهم ليمر بذلك النهر، فيقول: قد كان ها هنا ماء مرة، حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا أحد في حصن أو مدينة- قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض، قد فرغنا منهم، بقي أهل السماء: قال ثم يهز أحدهم حربته، ثم يرمي بها إلى السماء، فترجع إليه مختضبة دماً؛ للبلاء والفتنة- فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل دوداً في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقه، فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس، فيقول المسلمون: ألا رجل يشى نفسه، فينظر ما فعل هذا العدو؟، قال: فيتجرد رجل منهم محتسباً نفسه، قد أوطنها على أنه مقتول فينزل فيجدهم موتى، بعضهم على بعض، فينادي يا معشر المسلمين، ألا أبشروا، إن الله عز وجل قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم وحصونهم، ويُسرحون مواشيهم، فما يكون لها رعى إلا لحومهم فتشكر عنه كأحسن ما شكرت عن شيء من النبات أصابته قد».




close