معنى قوله تعالى: “وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ “، وما المقصود بـ “مكلبين” ؟
وردت في الآية الرابعة من سورة المائدة في قوله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ”.
إن الله سبحانه وتعالى يقول للمؤمنين إنه قد أحل لهم الطيبات من المطعومات والمشروبات، وأحل لهم ايضا صيد ما جربتم من الجوارح وهي التي يصاد بها من الحيوانات، فالصقر مثلًا من الجوارح، حيث يدرب على الصيد فيصيد للإنسان وكذلك الكلب الذي يتم تعليمه الصيد، فكل حيوان من الحيوانات المفترسة التي يمكن للإنسان أن يدربها للصيد يعتبر ما صادته حلالًا يجوز له أكله، فيقول البكري إن هذا معنى “علمتم”، فهي تعلم أن تمسك الصيد ولا تأكله، فإذا أكلته اصبح ميتًا ولا يجوز أكله، فكلوا مما أمسكن عليكم أي مما تم اصطياده لا قتله، لذلك يقول ابن القيم إن من فضائل العلم أن الله جعل صيد الكلب المعلم حلالًا وصيد الكلب غير المعلم حرامًا، فـ “مكلبين” يقول البكري، تعني أصحاب كلاب للصيد تعلمونهم ذلك، والكلب لا يطلق فقط على الكلب الذي نعرفه اليوم، بل يطلق على كل الجوارح التي تعلم.
الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي