علامات وحقائق يكشفها الشعراوى

 

فى تفسير قوله تعالى : وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا» (الإسراء: 104)، فيقول عنها الشعراوي «اسْكُنُوا الْأَرْضَ»، اي في بقاع متعددة وليس بقعة واحدة، والدليل قوله تعالى «جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا»، أي جمعناكم من بقاع الأرض ليتلقّوا الهزيمة، وهذا يعزّز قوله تعالى في الآية السابقة انه كُتب عليهم ان يظلّوا متفرقين في الأرض وان هذه الأرض المقدسة حُرّمت عليهم.

علامات قبل تحرير القدس:
وقال الشعراوي، إنه “ورد فى كتاب اليهود أنهم سيفسدون في الأرض مرتين وقد حدث هذا بالفعل، بعد أن تخلف المسلمون عن عباد الله فعادت الكرة لبنى إسرائيل”.
وأضاف: “نعيش الآن الحالة التى تنطبق عليها الآية “ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ”، وهذه الكرة ستنتهى حينما نعود ثانية عبادًا لله، فإن شئتم أطالوها وإن شئتم قصروها، وخذوا المسألة على أنه أمر ديني وليس أمرًا عربيًا أو سياسيًا”.
واستدرك: “ذلك لا يكون إلا إذا كنا جميعًا عبادًا لله فإذا كنا كذلك لن يتمكنوا منا”، موضحًا أن “الله سبحانه وتعالى إذا تكلم في قضية قرآنية فلابد أن تأتي القضية الكونية مصدقة لها”.
وتابع: “لو استمر الأمر بدون كرة على اليهود ونحن تخلينا عن منهجنا، واتبع كل هواه، لكان ذلك خالف القضية القرآنية.
حقائق إيمانية:
يقول الشيخ الشعراوي: فإن العارفين الذين نعتقد بقربهم من الله حينما دخل اليهود بيت المقدس، وحين سـألناهم عن السبب: قالوا: نعم صدق ربنا، لأنه يقول: وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ”، وهب أيكون دخول ثاني مرة إلا إذا كان الخروج أول مرة، وإنما فعلوا ذلك لأن أن قضايا ربنا الكونية جاءت لتؤكده”.
وأشار إلى أن الكرة التى أتت لليهود ستخرج المسلمين من المسجد، لكن سيأتى وعد الآخرة وسيدخل المسلمون مسجدهم مرة أخرى مصداقًا لوعد الله، لافتًا إلى أن المسلمين الآن فى انتظار تحقق قوله تعالى “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” وهذا لن يكون إلا بإرادة المسلمين وبعودتهم عبادًا لله مرة أخرى.




close