٤ وصفات نبوية تخلصك من كل ذنوبك مهما كانت

 

 

٤ وصفات نبوية تخلصك من كل ذنوبك
لكى تعمل معك هذه الوصفات لابد تكون تبت أصلا من ذنوبك ومعاصيك
تكون قررت أنك ترجع لربنا وتقرب منه سبحانه وتعالى

الوصفة الأولى :
سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطاياهُ، وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6405 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

 

شرح الحديث :
دلَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسلِمَ على ما تُوضَعُ به خَطاياهُ وذُنوبُه وتُمْحَى، ولو كانتْ كثيرةً كَزَبَدِ البَحْرِ (وهو الرَّغْوَةُ التي على البَحْرِ)؛ وذلك بأنْ يقول في اليومِ مِئَةَ مرَّةٍ: «سُبحانَ الله وبِحَمْدِه»، أي: وأَحْمَدُ اللهَ على ما يَسَّرَ مِن التسبيحِ والطاعاتِ.
والتسبيحُ: تَنْزِيهه اللهَ تعالى عن كلِّ نَقْصٍ وعَيْبٍ.
والذُّنُوبُ التي تُحَطُّ بالتَّسبيحِ هي الصَّغائرُ- وقيل: يُحتَملُ الكبائِر- التي تَتَعَلَّقُ بِحُقوقِ اللهِ تعالى لا بِحُقوقِ العِبادِ؛ لأَن حُقُوقهم لا تَنحطُّ إلَّا باسترضائهم.

 

الوصفة الثانية :
عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 597 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

 

شرح الحديث :
ذِكرُ اللهِ تَطمئِنُّ بهِ القلوبُ، والصلاةٌ عِبادةٌ رُوحيَّةٌ، وبعدَ أداءِ فرائِضها جعَلَ اللهُ الخيرَ مُتَّصلا بها بالتَّسبيحِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ، وجعلَ اللهُ على ذلكَ فَضلا عظيمًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “مَن سَبَّحَ اللهَ”، أي: قالَ: سُبحانَ اللهِ، “في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ”، أي: خلفَ كلِّ صلاةٍ مَفروضةٍ “ثلاثًا وثلاثينَ” تَسْبيحةً، “وحمِدَ اللهَ”، أي: قال: الحمدُ للهِ “ثَلاثًا وثلاثينَ” تَحميدةً، “وكبَّرَ اللهَ”، أي: قالَ: اللهُ أكبرُ، “ثلاثًا وثلاثينَ” تَكبيرةً، “فتِلكَ” الأعدادُ المذكورةُ مِن التَّسبيحِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ، “تِسعةٌ وتِسعونَ” لفظًا، “وقالَ تَمامَ المِئةِ”، أي: لإكْمالِها وإتمامِها، “لا إلهَ إلَّا اللهُ”، ومعناها: لا مَعبودَ بِحقٍّ إلَّا الله، “وحدَه لا شريكَ لهُ” في أسمائِهِ وصِفاتهِ وأفعالهِ، “لهُ المُلكُ”، أي: مالكُ كلِّ شَيءٍ، “ولهُ الحمدُ”، أي: له جَميعُ المحامدِ، “وهوَ عَلى كلِّ شيءٍ قديرٌ” مِن الممْكِناتِ والمُستحيلاتِ، “غُفِرتْ خَطاياهُ”، أي: ذُنوبه، “وإنْ كانتْ” تلكَ الذُّنوبُ في الكثرةِ والعَظمةِ، “مثلَ زَبدِ البَحرِ”، وهوَ ما يَعلو البحرَ مِن الرَّغوةِ والفَقاقيعِ عندَ تموُّجِهِ وهَيجانِه، وهو يُعبِّرُ عن كثرةِ الذُّنوبِ وعدم حَصرِها ومعَ كثرتِها الهائلةِ يغفِرُها اللهُ لِمَن أتى بهذا الذِّكرِ بعدَ الصلاةِ المفروضةِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضيلةِ الذِّكرِ المَسنونِ بعدَ الصَّلواتِ المكتوباتِ.
وفيه: أنَّ هذا الذِّكرَ يكونُ سببًا لغُفرانِ الذُّنوبِ.

 

الوصفة الثالثة :
عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 597 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث :
ذِكرُ اللهِ تَطمئِنُّ بهِ القلوبُ، والصلاةٌ عِبادةٌ رُوحيَّةٌ، وبعدَ أداءِ فرائِضها جعَلَ اللهُ الخيرَ مُتَّصلا بها بالتَّسبيحِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ، وجعلَ اللهُ على ذلكَ فَضلا عظيمًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “مَن سَبَّحَ اللهَ”، أي: قالَ: سُبحانَ اللهِ، “في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ”، أي: خلفَ كلِّ صلاةٍ مَفروضةٍ “ثلاثًا وثلاثينَ” تَسْبيحةً، “وحمِدَ اللهَ”، أي: قال: الحمدُ للهِ “ثَلاثًا وثلاثينَ” تَحميدةً، “وكبَّرَ اللهَ”، أي: قالَ: اللهُ أكبرُ، “ثلاثًا وثلاثينَ” تَكبيرةً، “فتِلكَ” الأعدادُ المذكورةُ مِن التَّسبيحِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ، “تِسعةٌ وتِسعونَ” لفظًا، “وقالَ تَمامَ المِئةِ”، أي: لإكْمالِها وإتمامِها، “لا إلهَ إلَّا اللهُ”، ومعناها: لا مَعبودَ بِحقٍّ إلَّا الله، “وحدَه لا شريكَ لهُ” في أسمائِهِ وصِفاتهِ وأفعالهِ، “لهُ المُلكُ”، أي: مالكُ كلِّ شَيءٍ، “ولهُ الحمدُ”، أي: له جَميعُ المحامدِ، “وهوَ عَلى كلِّ شيءٍ قديرٌ” مِن الممْكِناتِ والمُستحيلاتِ، “غُفِرتْ خَطاياهُ”، أي: ذُنوبه، “وإنْ كانتْ” تلكَ الذُّنوبُ في الكثرةِ والعَظمةِ، “مثلَ زَبدِ البَحرِ”، وهوَ ما يَعلو البحرَ مِن الرَّغوةِ والفَقاقيعِ عندَ تموُّجِهِ وهَيجانِه، وهو يُعبِّرُ عن كثرةِ الذُّنوبِ وعدم حَصرِها ومعَ كثرتِها الهائلةِ يغفِرُها اللهُ لِمَن أتى بهذا الذِّكرِ بعدَ الصلاةِ المفروضةِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضيلةِ الذِّكرِ المَسنونِ بعدَ الصَّلواتِ المكتوباتِ.
وفيه: أنَّ هذا الذِّكرَ يكونُ سببًا لغُفرانِ الذُّنوبِ.

 

الوصفة الرابعة :

مَن قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَومَهُ ذلكَ، حتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، وَمَن قالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ولو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2691 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

 

شرح الحديث :
ذِكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ مِن أعظمِ الأعمالِ الصَّالحةِ، وقد جاءَ في نُصوصٍ كثيرةٍ مَدْحُ الذينَ يذكُرونَ اللهَ عزَّ وجلَّ، وبيانُ جَزيلِ العَطاءِ لهم وعظيمِ أجْرهم وثوابِهم، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَن قالَ: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ”، أي: مَن ذكرَ اللهَ فشهِدَ أنَّه لا معبودَ بحقٍّ إلا اللهُ، وأقرَّ أنَّه لا يُشرِكُ بالله شيئًا، “له الملكُ”، أي: مُلكُ السمواتِ والأرضِ وما فيهنَّ، “ولهُ الحمدُ”، أي: الثَّناء بكلِّ ما هو جميلٌ ويليقُ بذاتِه عزَّ وجلَّ، “وهوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ”، أي: وأقرَّ بقُدرةِ الله على كلِّ شيءٍ، “في يومٍ مئةَ مرَّةٍ”، أي: مَن قالَ هذا الذِّكرَ في اليومِ وردَّدَه مئةَ مرَّةٍ، “كانتْ له عَدْلَ عَشرِ رِقابٍ”، أي: كانَ جزاؤُه كأجرِ وثَوابِ مَن أعتقَ عَشرةَ مماليكَ من العبيدِ، “وكُتبِتْ له مئةُ حسَنةٍ”، أي: وكتبَ اللهُ له أجرَ وثَوابَ مِئةِ حَسنةٍ، “ومُحيَت عنه مِئةُ سيئةٍ”، أي: وغفرَ اللهُ له مِئةَ ذنبٍ قد عمِلَهم، “وكانتْ له حِرزًا من الشَّيطانِ يَومَه ذلكَ حتى يمسي”، أي: حفِظَه في يومِه هذا حتى المساءِ من الشيطانِ ووَسْوستِه وكيدِه وشَرِّه، “ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاءَ بهِ”، أي: ولم يَفعلْ أحدٌ خيرًا بمثلِ ما فعَلَ هو ولم يُثبْ أحدٌ بمثلِ أجرِه وثوابِه، “إلا أحَدٌ عمِلَ أكثرَ من ذلكَ”، أي: لم يَفضُلْه أحدٌ في العَملِ والأجرِ والثَّوابِ إلَّا مَن ذَكر اللهَ أكثرَ من ذلكَ فزادَ على المئةِ ما شاءَ. وقيلَ: ما زادَ على الذِّكرِ مِن العملِ الصالحِ.
“ومَن قالَ: سُبحانَ اللهِ وبحَمدِه”، أي: ومَن ذكرَ اللهَ فقالَ: سُبحانَ اللهِ وبحمْدِه، فَنَزَّهَ اللهَ عن النقْصِ وحَمِدَه على نَعمائِه، “في يومٍ مِئةَ مرَّةٍ”، أي: قالَ هذا الذِّكرَ وردَّده مِئةَ مرَّةً خِلالَ اليومِ، “حُطَّتْ خطاياهُ”، أي: مُحِيتْ ذنوبُه وغفرَها اللهُ له، “ولو كانتْ مِثلَ زَبَدِ البحرِ”، أي: ولو كانتْ كثيرةً، وزَبَدُ البحرِ: هو الرَّغوةُ التي تكونُ فوقَ ماءِ البحرِ، وهذهِ مُبالَغةٌ في سَعةِ مغفرةِ اللهِ تعالى وعظيمِ رحمتِه.
وقد ثبَتَ أنَّ المرادَ بغُفرانِ الذُّنوبِ الصغائرُ لا الكبائرُ، كما بينتِ الرِّواياتُ الأخرى؛ لأنَّ الكبائرَ لا بُدَّ لها من التوبةِ وعدم العودةِ وغير ذلكَ من الشُّروطِ.
وفي الحديثِ: فضلُ ذكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّه حِرزٌ من الشَّيطانِ، وسببٌ لزِيادةِ الحَسَناتِ، وغُفرانِ الذُّنوبِ.( ).




close