الآذان فى غير أوقات الصلاة

 

السؤال : ما حكم الآذان في أذن المـولـ ـود في غير أوقات الصلاة ؟ بعض الناس بتقول إنها غير مستحبة ؟

 

أجابت لجنة الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد
الأصل في الآذان أنه قد شرع للإعلام بالصلاة، إلا أنه قد يُسَن في غير الصلاة تبركًا واستئناسًا أو إزالة هم طارئ وغير ذلك من المقاصد الحسنة؛ فيسن الأذان مثلًا في أذن المولـ ـود حين يولـ ـد؛ لحديث أبي رَافِعٍ رضي الله عنه قَالَ: “رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاةِ” أخرجه الترمذي في “سننه” وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وقد رويت هذه السنة أيضا من فعل السلف الصالح، كعمر بن عبد العزيز رحمه الله، كما في “مصنف عبد الرزاق” (4/336)
ونص السادة الشافعية على استحباب الأذان في أذن المولـ ـود، و وافقهم الحنفية ، وكما قال بعض الفقهاء والعلماء أن هذا الحديث يجوز العمل به في فضائل الأعمال
قال العلامة القاري في “مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح”: “الأظهر أن حكمة الأذان في الأذن أنه يطرق سمعه أول وهلة ذكر الله تعالى على وجه الدعاء إلى الإيمان والصلاة التي هي أم الأركان”
وقال الإمام ابن القيم في “تحفة المودود بأحكام المولـ ـود”: “حتى يكون أول ما يطرق سمعه هذه الكلمات التي فيها تعظيم الله وتكبيره والشهادة له سبحانه بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، ولأن الأذان يطرد الشيطان”
كما يسن الآذان في أُذنِ المهموم فإنه يزيل الهمَّ، وخلف المسافر، ووقت الحريق، وعند مزدحم الجيش، وعند تغوُّل الغيلان (الغيلان جمع غول: وهو نوع من الجن، والمقصود تلونه وأن يظهر للشخص فيخيفه، فيشرع الأذان حينئذٍ لإذهاب الخوف)، وعند الضلال في السفر، وللمصروع، والغضبان، ومن ساء خُلُقه من إنسان أو بهيمة، وعند إنزال الميت القبر؛ قياسًا على أول خروجه إلى الدنيا
وعليه : فلا حرج أن تؤذن في أذن المولـ ـود عملا بقول السادة الشافعية والحنفية
والله تعالى أعلى وأعلم




close