سـ ـداد الديـ ـن عن الميـ ـت

 

ما حكم قضاء دين الميت ؟

باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد…
فإذا مات الشخص وعلم موته بيقين ، استحب لورثته استحباب شديدًا أن يقضوا دين الرجل إذا لم يكن لديه مال أو ترك تركة تفي بقضاء الدين، أما إذا كان لديه مال وجب عليهم قضاء دينه – قسمة الغرماء-.
هذا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلى على رجل الجنازة إذا كان عليه دين ويقول صلوا على صاحبكم .
فعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟»، قَالُوا: لاَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ: «هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ»، قَالَ: أَبُو قَتَادَةَ عَلَيَّ دَيْنُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ) . صحيح البخاري (3/ 96) .
ولأن نفس الإنسان تكون معلقة عندما يموت حتى يقضى عنه دينه .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَفْسُ المُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ» . سنن الترمذي (3/ 382) .
قال الإمام الصنعاني معلقا على هذا الحديث :
(وهذا الحديث من الدلائل على أنه لا يزال الميت مشغولا بدينه بعد موته ففيه حث على التخلص عنه قبل الموت، وأنه أهم الحقوق، وإذا كان هذا في الدين المأخوذ برضا صاحبه فكيف بما أخذ غصبا ونهبا وسلبا ؟!). سبل السلام (1/ 469) .
وعليه : فمن مات وعليه دين فينبغي على ورثته الإسراع بقضائه وتبرئة ذمة ميتهم .
نسأل الله – تعالى – أن يفقهنا في ديننا .
وبهذا يُعلم الجواب إذا كان الحالُ كما وَرَدَ بالسؤال، والله تعالى أعلى وأعلم .




close