س : هل صلاة النوافل يمكن أن تكون في جماعة ؟
أجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله عن هذا السؤال وقال :
صلاة السنة أو التطوع أقسام . قسم مطلق كصلاة ركعة أو أكثر ، وقسم مقيّد والمقيد قسمان ، قسم تابع للفرائض ويسمى الراتبة ، وقسم غير تابع لها كالتراويح والكسوف والاستسقاء والعيدين وهذا القسم الأخير يجوز أن يصلى فرادى ويجوز أن يصلى جماعة . بل قد تكون الجماعة سنة مؤكدة . كالجماعة في صلاة العيدين والاستسقاء والخسوف والتراويح .
أما الرواتب التابعة للفرائض كركعتي الفجر فلا تسن فيها الجماعة » ففي رجوع الرسول من خيبر والنوم عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس أمر بلالاً بالأذان ثم صلى ركعتي الفجر ثم أقام بلال وصلى بالناس جماعة كما رواه أحمد . فلم يثبت أنه صلى الفجر جماعة ، وكذلك بعد صلاة الجمعة كان يصلي ركعتين في بيته كما رواه الجماعة .
والنفل المطلق لاتْسَنُ فيه الجماعة ، ومع ذلك لو صلى جماعة صحت ٠ ثبت أن حذيفة بن اليمان دخل المسجد النبوي ليلاً فوجد الرسول يصلي ، فصلى وراءه والرسول لايحس فأطال في الصلاة كما رواه مسلم . وعن ابن مسعود قال : صليت مع النبي ﷺ فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء . قيل : وما هممت به؟ قال :هممت أن أجلس وأدعه . رواه البخارى ومسلم .
والجهر في الصلاة النافلة يكون في العيدين والكسوف والاستسقاء ، وبقية النوافل إذا كانت بالنهار لا جهر فيها ، وإذا كانت ليلاً يخير بين الجهر والإسرار ، والأفضل التوسط . وروى أحمد وأبو داود أن الرسول ﷺ مَرَ بأبي بكر يصلي ليلة خافضاً صوته , كما مَرّ بعمر فوجده رافعاً صوته , فقال لهما عند اجتماعهما «يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئاً ويا عمر اخفض من صوتك شيئا» قال تعالى : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ..الإسراء : 11 .