صحابي جليل هو سادس المسلمين دخولًا في الاسلام، وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن ساقيه أثقل عند الله من جبل أُحد، ولذلك قصة روتها كتب السنة، فقد كان هذا الصحابي الكريم يجتني سواكاً من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: “مم تضحكون؟”، قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: “والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد”.
إنه الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه، الذي كان يصاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حلّه وترحاله، وكان أوّل من جاهر بقراءة القرآن الكريم في مكّة وتعرض للأذي الكبير من كفار قريش، وهو الذي قتل أبي جهل في غزوة بدر.
ومن فضائله أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قد أشد الصحابة إلى أن يأخذوا القرآن الكريم من أربعة، وذكر من بينهم عبدالله بن مسعود، وذكر في حديث أخر، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “من أحب أن يقرأ القرآن غضّاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد”.
بل كان الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم يحب أن يسمع القرآن من عبدالله بن مسعود، فكان يطلب منه أن يقرأ عليه القرآن ليسمعه منه، بل أذن له أن يدخل عليه بيته في أي وقت شاء، وأن يستمع إلى أسراره حتى ينهاه عن ذلك، كما جاء في سنن ابن ماجة.