صحابي اليوم وقعت له حادثة غريبة، قيل إنه كان في الجاهلية لصًا كثير الغارة، وكان يسبق الفرس عدوًا على رجليه، ولما أسلم حسن إسلامه حتى صار في عهد سيدنا عمر بن الخطاب قائدًا لجيش المسلمين في فتوحات فارس سنة 23 هجريًا.
وقعت معه حادثة غريبة، فقد كان في غزواته في بلاد فارس وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب مدينة “نهاوند” في بلاد الفرس تكاثر عليه الأعداء من الفرس والأكراد. وفي نفس اليوم كان الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يخطب يوم الجمعة على منبر الرسول في المدينة المنورة، وفجأة نادى سيدنا عمر من على المنبر أثناء خطبته: “يا ساريةُ، الجبلَ الجبلَ.. يا ساريةُ الجبلَ الجبلَ، ظلم من استرعى الذئب الغنم”. فسمعه هذا الصحابي وهو في بلاد فارس وتحصن بالجبل، وفاز في الحرب.
إنه الصحابي الكريم سارية بن زنيم، وقد وردت تلك القصة بنصها في عدد من كتب السنة والتاريخ، فقد رواها الإمام أحمد في “فضائل الصحابة”، والإمام أبو نعيم في “دلائل النبوة”، والإمام الضياء في “المنتقى من مسموعاته”، والإمام ابن عساكر في “تاريخه”، والإمام البيهقي في “دلائل النبوة”، والإمام ابن حجر العسقلاني في “الإصابة” وحسن إسناده، ومن قبله الإمام ابن كثير في تاريخه قال: إسناد جيد حسن، والإمام الهيثمي في “الصواعق المحرقـة” حسن إسناده أيضًا.
وكان نص هذه الرواية كالتالي: “كان عمر- رضي الله عنه- قد بعث سرية فاستعمل عليهم رجلاً يدعى سارية، قال: فبينا عمر يخطب الناس يومًا، قال: فجعل يصيح وهو على المنبر: يا ساريةُ الجبل، يا سارية الجبل، قال فقدم رسول الجيش، فسأله فقال: يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمنا، فإذا بصائح يصيح: يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله”.