معنى حديث دعهما؛ فإني أدخلتهما طاهرتين

 

الحديث
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر، فقال: أمعك ماء؟ قلت: نعم، فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى عني في سواد الليل، ثم جاء، فأفرغت عليه الإداوة، فغسل وجهه ويديه، وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها، حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ثم مسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: دعهما؛ فإني أدخلتهما طاهرتين، فمسح عليهما.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 5799 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث :
كان المغيرة رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في غزوة من غزواته، وهي غزوة تبوك، وكانت في السنة التاسعة من الهجرة، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ «الإداوة»، وهي وعاء صغير يوضع فيه الماء للوضوء ونحوه، فأخذها المغيرة رضي الله عنه، وانطلق صلى الله عليه وسلم حتى ابتعد عن المغيرة واختفى عن عينه، فقضى حاجته من بول أو غائط، وكانت عليه جبة منسوجة في بلاد الشام، فحاول النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج يده من كمها فلم يستطع ذلك؛ لشدة ضيقه، فأخرج يده من تحت الجبة؛ ليتم كن من غسلها وغسل ذراعيه في الوضوء، وألقى الجبة على منكبيه، وهو: مجتمع أول الذراع مع الكتف، فصب المغيرة عليه فتوضأ الوضوء الشرعي الذي يفعله للصلاة.
ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: دعهما؛ فإني أدخلتهما طاهرتين، فمسح عليهما. أى على خفيه، وهو: حذاء من جلد يستر القدم، وغالبا ما يستدفأ به، ومسح على الخف؛ لأنه كان قد أدخل رجله على طهارة، فأخذ برخصة المسح على الخف دون نزعه، ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم.وقد بينت السنة أن المسح على الخف يكون مدة يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام ولياليها للمسافر.وفي الحديث: الصلاة في الثياب التي ينسجها المشركون؛ فإن بلاد الشام كان بها النصارى.وفيه: مشروعية المسح على الخفين.

التعريف براوى الحديث :
هو أبو عبد الله المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، وُلد في ثقيف بالطائف، وبها نشأ، وكان كثير الأسفار، أسلم عام الخندق، وشهد بيعة الرضوان، وهو من كبار الصحابة أصحاب الشجاعة والمكيدة والدهاء، وكان ضخم القامة، قال عنه الطبري: كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجًا، ولا يلتبس عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما. اهـ، توفي في الكوفة سنة 50هـ عن عمر يناهز 70 سنة.




close