ما حكم الدين فيمن يسبون الديك أو أى شىء آخر بدل أن يسبوا الدين؟
قال الشيخ عطية صقر مفتى الأزهر رحمه الله : يجرى على ألسنة بعض الفساق عبارة سب الدين، وذلك رِدة وكفر لها حكمها، وأحيانا يقول الشخص “يلعن ديك أمك ” وحكمه أنه إذا كانت نيتة سب الدين ولكن يتستر بلفظ الديك حتى لا يؤاخذه أحد عليه فهو مرتد عند الله سبحانه، لأن الإنسان يحاسب عند ربه بحسب نيته، أما بالنسبة لنا فلا نحكم عليه بالردة، لأننا مأمورون بالحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر.
وأحذر هؤلاء من هذه العبارة التى لو تعودوها فقد يصرحون بسب الدين وهنا يكون الكفر، مع أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الديك فقال: “لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة” وفى لفظ “فإنه يدعو إلى الصلاة” رواه أحمد وابو داود وابن ماجه باسناد جيد .
أما من أكبر الأكابر أن يسب الرجل والديه فعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال رسول الله ﷺ إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه.
فإن حق الوالدين على الأبناء كبير جدا، أقله: احترامهما وتعظيم حقهما بألا يسيء إليهما من قريب أو بعيد.
وفي هذا الحديث يحكي عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن من أكبر الكبائر، أي: كبر من المعاصي وعظم من الذنوب أن يلعن الرجل والديه، بسبهما وشتمهما، وهو نوع من العقوق، وكفران لحقوقهما، وهو إساءة في مقابلة إحسان الوالدين، فتعجب الصحابة رضي الله عنهم، وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف يلعن الرجل والديه؟! هو استبعاد من السائل؛ لأن الطبع والفطرة يتنافيان مع لعن الوالدين، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك يكون بأن يشتم رجل أبا رجل آخر، فيسب المشتوم أبا الشاتم ويسب أمه، فبين أنه وإن لم يتعاط الابن السب بنفسه، فقد يقع منه التسبب، فإذا كان التسبب في لعن الوالدين من أكبر الكبائر فالتصريح بلعنهما أشد.
وفي الحديث: التحذير من التسبب في إيذاء الوالدين وإن لم يقع ذلك صريحا من الابن.