قال تعالى : "فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ" ماذا تعني كلمة "مسد"؟
الجواب :
في سورة المسد، يتوعد الله سبحانه وتعالى لأبي لهب وامرأته لإيذائهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي توصيف للعذاب الذي ستلقاه امرأة أبي لهب وهي أم جميل، أروى بنت حرب بن أمية بن عبد شمس .
ومعنى كلمة "مسد" هو الحبل الذي يلتف حول "أم جميل" في النار مصنوع من مادة المسد، والمسد هو حبل من ليف خشن.
بعض المفسرين قالوا إن المسد من الخوص الذي يؤخذ من جريد النخل، أما معنى المسد في اللغة هو إحكام الفتل، أي حبل من مادة محكمة الفتل ، فالمسد إما ان تكون ليفًا أو خوصًا أو غير ذلك ولكنها شديدة، فالربط بها في حد ذاته عذاب، لذا توعد الله سبحانه وتعالى امراة أبي لهب بأنها ستربط من رقبتها في النار، وذلك في الآخرة، فهو أمر شديد فيه إهانة وفي عذاب شديد لتلك المرأة التي تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم؛ عقابًا لها لما كانت تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم".
وإن اختلاف المفسرين حول معنى المسد سواء كان يصنع من الليف أو الخوص أو غيره، لا تغير من المعنى شيء، خاصة أنها في الآخرة، فإذا قلنا إنه الليف الخشن فهو ما نعرفه في الدنيا، لكننا لا نعرف كيف سيكون في الآخرة.
ويرجح الطبري في تفسيره لمعنى كلمة "مسد" بعد ذكر اختلاف المفسرين حولها أولى الأقوال عنده بالصواب فيقول: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: "هو حبل جُمع من أنواع مختلفة، ولذلك اختلف أهل التأويل في تأويله على النحو الذي ذكرنا".
وقال العلماء إن سورة المسد معجزة من معجزات القرآن الظاهرة ودليل واضح على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، فمنذ نزلت، وقد أخبرت بشقاء أبي لهب وزوجته وعدم إيمانهما بالله سبحانه وتعالى ونبيه ورسالته، يقول ابن كثير في تفسيره لسورة المسد، مضيفًا أن أبا لهب وزوجته لم يقيض لهما أن يؤمنا ولا أحدهما لا ظاهرا ولا باطنًا ولا مسرًا ولا معلنًا، قائلًا إن هذا كان "من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة".
اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم