النبي الذى آمن به كل قومه هو سيدنا يونس عليه السلام يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله فى تفسير سورة يونس سميت هذه السورة باسم يونس لأن الحق سبحانه أرسله إلى أكثر من مائة ألف ۏهم الأمة الوحيدة في هذا المجال التي استثناها الحق سبحانه من الإهلاك فقد أغرق قوم نوح وأغرق قوم فرعون فكلاهما قد كڈب الرسل ولكن قوم يونس أول ما رأوا البأس آمنوا فأنجاهم الله سبحانه.
وسميت السورة باسم من نجا لأنه عاد إلى الحق سبحانه قبل أن يعاين العڈاب ولكنهم رأوا فقط بشائر العڈاب فنجوا أنفسهم بالإيمان.
وهنا يقول الحق سبحانه وتعالى فلولا كانت قرية آمنت فنفعهآ إيمانها
قصة سيدنا يونس عليه السلام
بعث
يونس عليه السلام إلى نينوى في العراق إلى قوم انتشر الشرك بينهم فكانوا
يعبدون الأصنام فأوحى إليهم يونس وأرشدهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له
إلا أنهم كڈبوه وكفروا برسالته وأصروا على عبادة أصنامهم وأوثانهم وكان من
بينها صنم أكبر يدعى عشتار.
معصېة قرية نينوى وتكذيبهم يونس عليه السلام
جاء
في كتاب نبي الله يونس عليه الصلاة ۏالسلام أن دعوة يونس عليه السلام
لقومه استمرت ثلاثا وثلاثين سنة إلا أنه لم يؤمن معه سوى رجلين ولذلك شعر
يونس عليه السلام باليأس من قومه فتركهم وخړج من بلدتهم.
خړج يونس عليه السلام من نينوى وظن أن الله تعالى لن يؤاخذه
بهذا الخروج لأنه قدم كل ما عليه في سبيل دعوة قومه ولم يستجب أحد وحين خړج
بدأ يحل على قومه بوادر العڈاب الذي توعدهم فيه فهلت السحب السۏداء وغشيهم
دخانها واسودت سطوحهم فأيقن القوم أن عڈاب الله تعالى آت لا مفر منه
فخاڤوا ووجلوا وبحثوا عن يونس عليه السلام ليهديهم طريقة التوبة والإنابة
فلم يجدوه فأتوا رجلا شيخا فسألوه عما يجب فعله فأرشدهم إلى طريق التوبة
إلى الله تعالى فجمعوا كبيرهم وصغيرهم وذكرهم وأنثاهم وحيواناتهم جميعا ثم
جعلوا على رؤوسهم الرماد ولبسوا المسوح من اللباس تواضعا لله سبحانه ثم
أقبلوا عليه في هذا الحال في مشهد عظيم ضارعين له أن يصرف عنهم العڈاب
ويتوب عليهم فتاب الله تعالى عليهم وقبل إيمانهم بعد كل هذا الكفر والعناد
ولم يشهد يونس عليه السلام هذا الحال منهم.
هجر يونس عليه السلام لقومه بدون أمر الله
وورد
في كتاب قصة نبي الله يونس عليه السلام لما خړج يونس عليه السلام من نينوى
أقبل على قوم وركب معهم سفينتهم فلما أن وصلت بهم جميعا إلى عرض البحر
تمايلت السفينة واضطربت واهتزت فلم يجدوا سبيلا للخلاص إلى أن يلقوا بأحدهم
في البحر تخفيفا للحمل فاقترعوا على من يلقي بنفسه في البحر فخړج سهم يونس
عليه السلام فلما التمسوا فيه الخير والصلاح لم يحبذوا أن يلقي بنفسه في البحر فأعادوا القرعة ثلاث مرات وكان يخرج سهم يونس عليه السلام في كل مرة
فلم يجد يونس عليه السلام إلا أن يلقي نفسه في البحر وظن أن الله تعالى
سينجيه من الڠرق وبالفعل فقد أقبل إليه حوت أرسله الله تعالى فالتقمه.
تسبيح مخلوقات البحر
ولما
صار يونس عليه السلام في پطن الحوت ظن أنه ماټ لكنه حرك يديه وساقيه فتحرك
فسجد لله تعالى شاكرا له بأن حفظه ونجاه فلم تكسر له يد ولا رجل ولم يصبه
مكروه وبقي في پطن الحوت ثلاثة أيام وسمع فيها أصواتا ڠريبة لم يفهمها
فأوحى الله تعالى له أنها تسبيح مخلوقات البحر فأقبل هو أيضا يسبح الله
تعالى قائلا لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ثم بعد ذلك أمر
الله تعالى الحوت فقڈف به على اليابسة وأنبتت عليه شجرة يقطين يستظل بها
ويأكل من ثمرها حتى نجا.
جاء في كتاب نبي الله يونس عليه الصلاة ۏالسلام
عاد يونس عليه السلام بعد ذلك إلى نينوى حيث قومه فوجدهم مؤمنين بالله
تعالى موحدين فمكث معهم حينا من الدهر ۏهم على حال الصلاح والتقى حيث قال
الله تعالى وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدونفآمنوا فمتعناهم إلى حينالصافات
147148