هل يجب على الورثة قضاء دين مورثهم إذا لم يترك وفاءً؟
من المقرر شرعًا أن الحقوق المتعلقة بالتركة بعد وفاة المورث أربعة
يُقدَّمٌ بعضها على بعض حسب الترتيب الآتي :
فأولًا : تجهيز المتوفى على الوجه الشرعي.
وثانيًا : قضاء ديونه وتخرج من جميع ماله.
وثالثًا : تنفيذ وصاياه وتخرج من ثلث ما بقي من ماله.
ورابعًا : إعطاء الباقي إلى المستحقين .
وبالتالي فيجبُ على الورثة أن يبادروا بسداد دين الميت من تركته قبل تنفيذ الوصايا وقبل تقسيم التركة فيما بينهم؛ لقوله تعالى :
{مِنْ
بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 11] وحتى تبرأ ذمت
الميت، فنفس المؤمن مرهونة بدينه حتى يقضى عنه، هذا إذا كان له مال يمكن
سداد الدين منه، أما إذا لم يترك الميت مالا يمكن سداد دينه منه فلا يجب
على الورثة أن يقضوا دينه إنما يستحب ذلك منهم على سبيل البر والإحسان
لوالدهم؛ لأن شخصية الوارث مستقلة عن شخصية المورث، وفي حال قيام الورثة
بسداد الدين عن والدهم من أموالهم الخاصة فلا يقسم الدين بينهم على حسب
أنصبتهم في الميراث وإنما على حسب ما يتراضون به بينهم، والله سبحانه
وتعالى أعلم.